صحتك
دراسة: كورونا يسرّع شيخوخة الأوعية الدموية خصوصًا لدى النساء
<h2 data-end="732" data-start="689">كورونا يسرّع شيخوخة الأوعية الدموية</h2><p data-end="1145" data-start="734">أوضح الخبراء أن الأشخاص الذين أصيبوا بكورونا، حتى في الحالات الخفيفة، لديهم شرايين أكثر تيبسًا (Arterial Stiffness) مِن الذين لم يصابوا بالفيروس. هذا التيبس في الشرايين يؤدي إلى ارتفاع ما يُعرف بالعمر الوعائي (Vascular Age)، أي أن الأوعية تبدو أقدم مما يفترض أن تكون عليه. النتيجة الطبيعية هي زيادة احتمالية التعرض لمشكلات قلبية خطيرة مثل الجلطات القلبية (Myocardial Infarction) والسكتات الدماغية (Stroke).</p><p data-end="1520" data-start="1147">وبحسب الدراسة، تمت متابعة نحو 2390 شخصًا من 16 دولة، وقام الباحثون بقياس سرعة انتقال موجة ضغط الدم بين الشريان السباتي (Carotid Artery) في الرقبة والشريان الفخذي (Femoral Artery) في الساق، عبر أداة طبية متخصصة تُعرف بمقياس سرعة الموجة النبضية (Pulse Wave Velocity - PWV). ارتفاع هذه السرعة يعني أن الشرايين أصبحت أكثر صلابة، وبالتالي ارتفع العمر الوعائي للشخص.</p><h2 data-end="1559" data-start="1527">لماذا النساء أكثر تأثرًا؟</h2><p data-end="1917" data-start="1561">أحد الاكتشافات المثيرة في هذه الدراسة هو أن الإصابة بفيروس كورونا تسرّع شيخوخة الأوعية الدموية كانت أوضح لدى النساء مقارنة بالرجال. ويُعتقد أن السبب يعود إلى اختلافات في <strong>جهاز المناعة</strong> (Immune System). النساء عادة لديهنّ استجابة مناعية أقوى وأسرع، وهذا يمنحهنّ حماية أفضل من الأعراض الحادة للمرض، لكنه في المقابل قد يؤدي إلى ضرر أكبر في الأوعية الدموية على المدى الطويل بعد الإصابة.</p><p data-end="2262" data-start="1919">النتائج أوضحت أن النساء اللواتي أصبنَ بمرض كورونا الخفيف أظهرنَ زيادة في سرعة الموجة النبضية تعادل ما يقارب خمسة أعوام من الشيخوخة الوعائية. الأمر يزداد سوءًا لدى النساء المصابات بما يُعرف بمرض كوفيد طويل الأمد (Long COVID)، حين تستمر الأعراض لأكثر من ثلاثة أسابيع، ما يجعل شرايينهنّ تبدو أقدم بوضوح، ويرفع احتمال إصابتهنّ بمشكلات قلبية مستقبلية.</p><h2 data-end="2305" data-start="2269">التداعيات الصحية وسبل الوقاية</h2><p data-end="2729" data-start="2307">تسريع شيخوخة الأوعية الدموية بسبب كورونا له عواقب خطيرة على المدى البعيد. فزيادة تصلب الشرايين يعني ارتفاع احتمالية حدوث أمراض القلب، والجلطات، وحتى <strong>الخرف</strong> (Dementia). يؤكد الخبراء أن متابعة هذه التغيرات المبكرة أمر ضروري، إذ يمكن قياس العمر الوعائي بسهولة باستخدام أجهزة خاصة، ومن ثم اتخاذ خطوات وقائية مثل ضبط ضغط الدم، وخفض الكوليسترول، وتحسين النظام الغذائي، وممارسة الرياضة، والالتزام بأخذ اللقاحات التي قد تقلل من المضاعفات. الأخبار الجيدة أن هذا النوع من الضرر يمكن رصده مبكرًا والتعامل معه، ما يفتح الباب أمام تدخلات طبية تقلل من الآثار طويلة الأمد.</p><p data-end="3290" data-start="2882">نهايةً، تكشف الدراسة أن مرض كورونا ليس مجرد مرض تنفسي عابر، بل قد يترك بصمة واضحة على الأوعية الدموية، قد تسرّع من شيخوختها بما يعادل خمسة أعوام، وخاصة عند النساء. هذا الأمر يعني أن الصحة القلبية الوعائية يجب أن تكون تحت المراقبة بعد الإصابة بفيروس كورونا، حتى في حال كانت الأعراض خفيفة.<br>فَهم العلاقة بين كورونا وتسريع شيخوخة الأوعية الدموية يساعد الأطباء والمرضى على اتخاذ خطوات استباقية لحماية القلب وتقليل المخاطر المستقبلية. وبذلك، فإن مرض كورونا لا يهدد الحياة فقط أثناء العدوى، بل قد يستمر تأثيره على شيخوخة الأوعية الدموية لفترة طويلة، خصوصًا عند النساء، وهو ما يتطلب وعيًا أكبر ومتابعة طبية دقيقة.</p>
المحتوي مسؤلية المصدر لقراءة الخبر كاملاً اقرأ من المصدر