صحيفة العرب | صحة
تدهور اللياقة البدنية لدى الأطفال في ألمانيا منذ جائحة كورونا
<br>
<br><br>كارلسروه (برلين) - عقب مرور نحو خمس سنوات على حدوث جائحة كورونا، أصبحت عواقبها على الأداء الرياضي واللياقة البدنية للأطفال والمراهقين في ألمانيا واضحة بصورة تدريجية.<br>وبحسب نتائج أولية لإحدى الدراسات، فإن القدرة على التحمل لدى الأطفال تضررت على وجه الخصوص. ومنذ عام 2023 تبحث دراسة بعنوان “الوحدة الحركية” الأداء الحركي وسلوك الحركة وصحة الأطفال والمراهقين في ألمانيا. وقال معد الدراسة والخبير في النشاط الرياضي في معهد كارلسروه للتكنولوجيا، البروفيسور ألكسندر فول، في إشارة إلى نتائج أحدث إصدار للدراسة “هناك انخفاض في القدرة على التحمل والقوة”.<br>ووفقا للحسابات الأولية، انخفض أداء الفتيان في اختبار القدرة على التحمل خلال ركوب الدراجة بنحو 7.7 في المئة، بينما تراجع أداء الفتيات بنسبة 9.6 في المئة. وقال فول “هذا يشير إلى أن القيود المرتبطة بالجائحة وانخفاض فرص الحركة يمكن أن تكون لها آثار سلبية طويلة المدى على التطور الحركي”.<br>وفي الفترة ما بين منتصف عام 2023 ونهاية عام 2024، تم فحص حوالي 4500 طفل ومراهق تتراوح أعمارهم بين 4 و17 عاما في 200 موقع تم اختيارها بشكل تمثيلي في ألمانيا. وقال فول “هذا أساس جيد للغاية للنظر إلى ما حدث بعد كورونا”.<br>ويجري الباحثون اختبارات موحدة ويطلبون من المشاركين إكمال استبيانات خاصة بالدراسة. فعلى سبيل المثال، تم فحص المشاركين عبر إخضاعهم لاختبارات القوة والقدرة على التحمل والتوازن في صالات رياضية.<br>وأشارت الدراسة إلى أن الأندية الرياضية تعافت بالفعل بعد كورونا، حيث عاد الأطفال والمراهقون إلى نشاطهم كما كانوا قبل كورونا، لكن حوالي 20 في المئة فقط من الفتيان والفتيات وصلوا إلى مستوى النشاط الذي توصي به منظمة الصحة العالمية.<br>وإلى جانب 4500 طفل ومراهق شملتهم الدراسة، تابع الخبراء حوالي 1500 مشارك شاب قبل جائحة كورونا وأثناءها وبعدها، وذلك عبر طرح أسئلة حول استهلاك الوسائط والصحة النفسية على سبيل المثال. ويجرى حاليا تقييم هذه النتائج.<br>من جهة أخرى كانت دراسة أجراها باحثون من جامعة ستانفورد الأميركية قد بينت أن الضغط النفسي الناجم عن تفشي وباء كورونا يؤدي إلى تهرم أدمغة المراهقين.<br>وأشارت الدراسة التي نُشرت في الأول من ديسمبر 2022 في دورية “بيولوجيكال سايكاتري: غلوبال أوبن ساينس” إلى أن الضغوط النفسية المرتبطة بتفشي جائحة كورونا غيّرت بنية أدمغة المراهقين، وجعلتها تبدو أكبر بعدة سنوات من أدمغة أقرانهم قبل الجائحة.<br>ففي عام 2020 وحده ارتفعت حالات القلق والاكتئاب لدى البالغين بأكثر من 25 في المئة مقارنة بالسنوات السابقة، وتشير النتائج الجديدة إلى أن آثار الوباء على الصحة النفسية والعصبية للمراهقين ربما كانت أسوأ.<br>وقال يان جوتليب الباحث الرئيسي في هذه الدراسة وأستاذ علم النفس في كلية العلوم الإنسانية والعلوم بجامعة ستانفورد، في البيان الصحفي المنشور على موقع الجامعة، “نحن نعلم بالفعل من الأبحاث السابقة أن الجائحة قد أثرت سلبا على الصحة العقلية لدى الشباب، لكننا لم نكن نعرف إذا كان لها تأثير عضوي على أدمغتهم”.<br>© copyright Alarab UK 1977-2021
المحتوي مسؤلية المصدر لقراءة الخبر كاملاً اقرأ من المصدر