هبة بريس
جائحة كورونا بأعين خبراء ومراقبين دوليين
العدوى تقلق العالم
<br>في ظروف زمنية قياسية أمكن لعدو ؛ ما زال مجهول الهوية ؛ أن يتمكن من بني البشر وينشر الرعب في كل الأصقاع ، ويلقي بظلال الجمود والعزل والركود على جميع المرافق ، ويحاصر الاقتصاد والبورصات العالمية ليحولها إلى أرقام مهولة من خسائر جسيمة مع تداعيات جد أليمة . إنه فيروس كورونا SARS – CoV أو الفيروس المستجد nCoV-2019 ، والذي تم اكتشاف حالته المرضية الأولى من قبل منظمة الصحة العالمية (WHO ) بتاريخ 31/12/2019 . ولنفسح المجال لبعض الخبراء والمراقبين لتقديم وجهات نظرهم حول هذا العدو الزاحف كورونا :
<br>سيناريوهات محتملة
<br>بتقدير بعض الخبراء والأطباء أن هناك سيناريويين اثنين محتملين إذا لم يتم احتواء فيروس كورونا الجديد ؛ الدكتور مايك رايل Mike Ryan ؛ رئيس قسم الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية ؛ أكد ما قاله عن سارس SARS سنة 2003 ، بيد أن خبراء عديدين يعتبرون أن هذه نتيجة بعيدة الاحتمال ، لكن لفيفا من العلماء بجامعة هونك كونغ كان له تصور آخر حيث يقول ” .. الأوبئة المتفشية قد تصيب المدن الكبرى على الصعيد العالمي بالنظر إلى حالات الإصابة قبل ظهور الأعراض ” .<br>ويتساءل الباحثون ؛ ” ما الذي يبدو وكأنه سؤال انهزامي ، لكن إجابته تخلف آثارا هائلة على السياسات العامة : كيف كانت أعراض الشخص المصاب بفيروس كورونا المستجد في السنة الماضية 2019 ، وهل هي نفس الأعراض التي تصيب حاليا المرضى ؟” .<br>لكن د.أمليش أداليا Dr. Amlish Adalya الإخصائي في الأمراض المُعدية بمركز جونز هوبكنز للأمن الصحي يجيب ” .. ليس من المبكر جدا الحديث عن ذلك ، ونحن نعلم أن السيطرة على الفيروسات التنفسية أمر صعب للغاية ، لذا أعتقد من الحتمل جدا أن ينتهي التفشي الحالي Outbreak لأن يصبح الفيروس متوطنا ” (قابل التحكم)ْْ .<br>ستيفان مورس Stephen Morse من كلية ميرجل للصحة العمومية بجامعة كولومبيا ؛ إخصائي في الوبائيات والأمراض المٌعدية الناشئة ؛ يقول ” .. يمكنني أن أتخيل سيناريو يصبح فيه فيروس كورونا البشري المتوطن الخامس ” ويستطرد قائلا ” .. نحن لا نوليه اهتماما كبيرا لأنه عادي جدا خصوصا بالمقارنة مع الأنفلونزا الموسمية Seasonal Flu ” .<br>لكن مايكل أوسترهولم Mekal Osterholm من جامعة مينيسوتا يعتقد ” إن ما يمكن رؤيته هو “ظهور فيروس كورونا الجديد ” الذي يمكن أن يصبح مرضا موسميا آخر بسبب الالتهاب الرئوي ، وقد يكون أكثر من مجرد زكام ..”
<br>جائحات تاريخية واحتمال عودتها
<br>لا تزال قائمة البلدان الموبوءة تتنامى ، ومع ذلك فالفيروس ليس سوى الحلقة الأخيرة من الأمراض المٌعدية التي تسبب حالات ذعر عالمية . ويعثر العلماء ؛ من خلال تفحص السجلات الوبائية ؛ أن كان هناك في القرون الوسطى وباء “الموت الأسود” Black death الذي دمر أوروبا خلال الفترة 1346 ـ 1351 ، وقدر العلماء عدد القتلى بين 75 مليون إلى 200 مليون ، مع ما صاحب ذلك الوباء من نسب في تغيرات اجتماعية هائلة .<br>كان الطاعون الأسود Black Plague الذي دام فترة أطول بكثير حتى القرن 18 في أوروبا والقرن 19 في الشرق الأوسط ، ولا أحد يعرف حتى الآن ما إذا كان فيروس كورونا سوف يكون أقرب إلى الطاعون أو الموت الأسود ، وقد يكون السبيل الأفضل للمضي قدما في إعداد العدة والاقتداء بوباء الطاعون ، وتقييم كل مرض مٌعد استنادا إلى ما يفعله بالفعل وليس ما نفترضه له نحن ، أو ما نخشى أن يفعله ”
<br>فيروس كورونا يصيب الراشدين أكثر من الأطفال !
<br>بينما يحصد فيروس كورونا المزيد من الضحايا في أنحاء العالم ، لاحظ الأطباء شيئا غريبا : ” ذالك أن عددا قليلا للغاية من الأطفال تم تشخيص حالاتهم ، وكانوا كلهم يعانون من حالات معتدلة ، و قالت الدكتورة فانيسا راب Vanissa Rab أستاذة مساعدة في طب الأطفال والأمراض المعدية بجامعة نيولانتون ” .. إن الفرق بين جهاز المناعة لدى الأطفال تفوق نسبته جهاز المناعة لدى البالغين ، وقالت إنه مع تقدم السن تضعف أجهزتهم المناعية مما قد يزيد من صعوباتهم في مكافحة الأمراض .. ولقد رأينا أنماطا مماثلة لأمراض أخرى مثل الجدري ، فالراشدون يصابون بحالات وخيمة أكثر من الأطفال” ، ثم أردفت قائلة ” … إن الأطفال المصابين بهذا الفيروس الجديد ربما يستجيبون لأي فيروس آخر ، حيث يصابون بسيلان الأنف أو سعال خفيف ، لأنهم شاهدوا الفيروس من قبل ، مما يوفر لهم مزيدا من الحماية ، لكن لا يعني هذا أن طفلك بعيد عن الإصابة بل من الضروري أخذ الحيطة والحذر .”
<br>الحرارة وتفشي الفيروس
<br>يعتقد معظم الأميريكيين أن الطقس الأكثر حرارة وأشهر الربيع من شأنه أن ينهي “موسم الأنفلوانزا” ، ولكن ووفقا لشبكة سي بي سي CBC الإخبارية ” فإن العديد من الأمريكيين يتساءلون ما إذا كان فصل الربيع سيعمل على التخفيف من تفشي فيروس كورونا ” وفي هذا الصدد يقول أحد الإخصائيين غراي Gray : “.. إنه لمن الصعب معرفة ذلك ، فيروسات كورونا كثيرا ما تتقلص بشكل روتيني في أشهر الصيف نظرا إلى زيادة دوران الهواء في المباني وتزايد تجمعها وتزايد تعرض الناس للأشعة فوق البنفسجية التي يمكن أن تقتل الفيروسات ” .<br>إلا أن مراكز السيطرة على الأمراض تؤكد ” .. أن بعض الفيروسات الأخرى تنتشر مثل الزكام العادي والأنفلونزا ، بشكل أكبر خلال أشهر الطقس البارد ، وهذا لا يعني أنه من المستحيل
المحتوي مسؤلية المصدر لقراءة الخبر كاملاً اقرأ من المصدر